من جوامع أدعية الرسول صلى
الله عليه وسلم
1 - قالت عائشة : كان النبي صلى
الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء ويدع ما بين ذلك . ونحن نذكر من هذه الادعية
مالا غنى للمرء عنه . . . عن أنس رضي الله عنه قال ، كان أكثر دعاء النبي صلى الله
عليه وسلم : " اللهم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذا ب النار
" .
2 - وروى مسلم : أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت ( 1 ) فصار مثل الفرخ ، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل كنت تدعو بشئ أو تسأله إياه ؟ " قال نعم . كنت
أقول : اللهم ما كنت معاقبي به في الاخرة فعجله لي في الدنيا . فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم :
( 1 ) خفت : ضعف وهزل حتى صار مثل ولد الطائر .
سبحان الله ، لا تطيقه أو لا تستطيعه ، أفلا قلت
: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار "
.
3 - وروى أحمد والنسائي ، أن
سعدا سمع ابنا له يقول : اللهم إني أسألك الجنة وغرفها وكذا وكذا ، واعوذ بك من
النار وأغلالها وسلاسلها . فقال سعد لقد سألت الله خيرا كثيرا ، وتعوذت به من شر
كثير . وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " سيكون قوم يعتدون في
الدعاء . بحسبك أن تقول : اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم اعلم ،
واعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم . " ورويا عن ابن عباس قال : كان من
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : " رب اعني ولا تعن علي ، وانصرني ولا تنصر علي ،
وامكر لي ولا تمكر علي ، واهدني ويسر الهدى لي وانصري على من بغى علي ، رب اجعلني
لك شكارا ، لك ذكارا ، لك رهابا ( 1 ) لك مطواعا ، لك ( 2 ) ، مخبتا أواها ( 3 )
إليك منيبا ، رب تقبل توبتي ، واغسل حوبتي ، ( 4 ) ، وأجب دعوتي ، وثبت حجتي ، وسدد
لساني واهد قلبي ، واسلل سخيمة ( 5 ) صدري " وروى مسلم عن زيد بن أرقم قال : لا
أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، كان يقول : " اللهم إني
أعوذ بك من العجز والكسل ، والجبن والبخل والهرم ، وعذاب القبر ، اللهم آت نفسي
تقواها ، زكها انت خير من زكاها ، إنك وليها ومولاها ، اللهم إني أعوذ بك من علم لا
ينفع ، ومن قلب لا يخشع ، ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها . " وفي صحيح
الحاكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتحبون أيها الناس أن تجتهدوا في
الدعاء ؟ " قالوا : نعم يا رسول الله قال : " قولوا : اللهم اعنا على ذكرك وشكرك
وحسن عبادتك " . ( 1 ) رهابا : كثير الرهبة والخوف . ( 2 ) الاخبات : الخشوع . ( 3 )
التأوه : شدة الحرقة " والمنيب " : كثير الرجوع إلى الله . ( 4 ) الحوبة : الاثم .
( 5 ) السخيمة : الغلل والحقد .
وعند أحمد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "
ألظوا ( 1 ) بيا ذا الجلال والاكرام . " وعنده أيضا : كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " والميزان بيد الرحمن عزوجل ،
يرفع أقواما ويضع آخرين . وعن ابن عمر رضى الله عنهما ، كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول : " اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك ، وتحول عافيتك ، وفجأة نقمتك
وجميع سخطك . " وروى الترمذي ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " اللهم انفعني
بما علمتني ، وعلمني ما ينفعني ، وزدني علما ، والحمد لله على كل حال ، واعوذ بالله
من حال أهل النار . " روى مسلم : ان فاطمة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله
خادما . فقال لها : " قولي : اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم ، ربنا ورب
كل شي ، منزل التوراة والانجيل والقرآن ، فالق الحب والنوى ، أعوذ بك من شر كل شئ
أنت آخذ بناصيته ، أنت الاول فليس قبلك شئ وأنت الاخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر
فليس فوقك شئ ، وأنت الباطن فليس دونك شئ اقض عني الدين وأغنني من الفقر . " وروى
أيضا : أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف
والغنى " . روى الترمذي ، وحسنه ، والحاكم عن ابن عمر قال : قلما كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الكلمات لاصحابه " اللهم اقسم لنا من
خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما
تهون به علينا مصائب الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا ، وقوتنا ما أحييتنا ،
واجعله الوارث منا ، واجعل تأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ، ولا تجعل
مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا
من لا يرحمنا " . ( 1 ) ألظوا : أي الزموا هذه الدعوة وداوموا عليها .