اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
لو اردنا التفكر في هذه الايه وادراك معنى وحدود وكيفية نور الله عز وجل لطلبنا المحال
ولدخلنا في طريق عبثي ربما كان له اول ولكنه ليس له اخر
ونور الله كصفاته لان من اسمائه الحسنى النور سبحانه في علاه ...هذه الصفات لا تصل اليها العقول
ولا تدركها المدارك .......وقد امرنا عز وجل ان نتفكر في صفاته وليس في ذاته حتى لا نهلك
حاشى لله ان نزيد على كلامه في وصف نوره ولكني ساتطرق الى موضوع يخص هذه الايه
والايتين التي بعدها
فقد سمعت في احدى الحلقات او الدروس ولا اذكر صاحبها ما اثلج صدري
ومن باب الخوف من كتم العلم حتى لا نلجم بلجام من نار يوم القيامه
جاء في تلك المحاضره :
ان الله سبحانه وتعالى تحدث في هذه الايه عن نوره وما اجمل ما وصف به نوره عز وجل
وجاء هذا الوصف بكلمات واشياء موجوده وتدركها عقول البشر المحدوده
ولكن اين نجد هذا النور العظيم
يقول المحاضر ان من افضل انواع القراءه للقرآن هو الطريقه التي فيها تدبر
والتدبر تأتي من الدبر اي الاخر بمعنى محاولة ربط الاول وبالاخر او ربط الايات ببعضها
وبالتالي فلو نظرنا الى الايه التي تليها لوجدنا هذا التوجيه العظيم والذي يدلنا اين نجد ذلك النور
( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ )
يا الله ما اروع هذا لقد جاءت الايه مباشرة بعد الحديث عن النور وكيفيته لتدلنا اين نجده
في تلك البيوت بيوت الله التي يذكر فيها اسمه .........اي انك تجد اعظم النور الرباني في تلك المساجد
والحديث عن المساجد والصلاه فيها والسعي لها يطول وليس في مجال بحثنا
وبعدها اخي القارئ تأتي الايه التي بعدها لتضع التساؤل التالي
من هم اصحاب هذا النور والاحرص على نيله والاجدر به انهم من قال فيهم في الايه التي بعدها
رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
نعم انهم هؤلاء الرجال الذين تركوا الدنيا وراء ظهورهم ولا يحرصون على تجارتهم ولا على بيعهم اكثر من
حرصهم على ذكر الله
(الا بذكر الله تطمئن القلوب )
فسبحان الله كيف جاء هذا التسلسل وهذا السياق الجميل وكأنه النور يتسرب من خلال المساجد ليصل الى من هم
جديرين به الذين سعوا الى ذكر اذا ما نودي للصلاه
وقد تابعت القراءه لاجد بالايه التي بعدها سبب تركهم للدنيا والسعي للمساجد
لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ
نعم هؤلاء الناس اصحاب النور الذين تركوا الدنيا وهبوا الى المساجد فقط لنيل احسن الجزاء
ولنيل الفضل وايضا الرزق وكأن الايه تقول انك يا من تركت الرزق من اجلي
ان الفضل هنا واني انا الله ارزق من أشاء فحتى هناك ذكر لهم الرزق ليقول لهم ان رزقكم مكفول مكفول مكفول
فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ
اخي القارئ اذكر نفسي واذكرك بان الرزاق هو الله وأن صاحب الفضل هو الله
وان من يتوكل على الله فهو حسبه ويرزقه كما يرزق الطير فلا ينقص حظك الذهاب الى المساجد
فوالله لو تركنا الدنيا وراء ظهورنا لوجدناها امامنا وأنكم لن تأخذوا الا ما قسم الله لكم
ولوكان بعضكم لبعض ظهيرا
اللهم يا نور يا نور الانوار يا نور السماوات والارض اجعل لنا نورا واجعلنا بفضلك من اصحاب النور
والساعين الى النور واجعلنا يا ربنا ممن قلت فيهم
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )انك على ما تشاء قدير